جمعت منظّمة التحرير الفلسطينيّة عدداً من المنظّمات ذات الاتجاهات الإيديولوجيّة المختلفة. وكان لكلٍ من تلك الفصائل قيادتها وتنظيمها العسكري الخاص (فتح، والجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، والجبهة العربيّة للتحرير، والصاعقة، والجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين ـ القيادة العامّة، وجيش تحرير فلسطين، أي الجناح العسكري الرسمي لمنظّمة التحرير).
في ١٩٦٩، عُقد اتفاقٌ بين الجيش اللبناني ومنظّمة التحرير، برعايةٍ مصرية، عُرف بـ«اتفاق القاهرة»، أقرّ رسمياً حق المقاومة في محاربة إسرائيل، لكن عبر الالتزام بحدود لبنان الجنوبية. بعد طرد منظّمة التحرير من الأردن في ١٩٧٠، نقلت المنظّمة مقرّها إلى لبنان، وأصبح جنوب لبنان مركزاً رئيسيّاً لعمليّات المقاومة على حدود فلسطين المحتلّة. ولاقت منظّمة التحرير دعم الأحزاب اليساريّة والوطنيّة وتعاطفاً واسعاً من اللبنانيين الذين انضمّ عددٌ كبيرٌ منهم إلى صفوف المقاومة الفلسطينيّة. ساهم ذلك كلُّه في توسّع الحضور اللبناني للمقاومة الفلسطينيّة التي لعبت فصائلها دوراً في دعم القوّات المشتركة للحركة الوطنيّة على صعيد التمويل والموارد العسكريّة والتدريب.
نشطت القوّات العسكريّة للمنظّمة على جبهات الحرب، ولو بصورةٍ غير رسميّة. لكنّ التدخّل السوري في لبنان في ١٩٧٦، وخلاف سوريا المُعلن مع منظّمة التحرير الفلسطينيّة، لعبا دوراً في تغيير دور المنظّمة التي أصبحت طرفاً فاعلاً في الحرب الأهليّة. عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان في ١٩٨٢، أجليت قوّات منظّمة التحرير الفلسطينيّة من بيروت، تحت رقابة القوّات متعدّدة الجنسية.